حتما سأجدكم
الى متى يا نبض أيامي
تنام ملأ جفنك دون أن تسأل عني
وعن أحوالي وأخر أخباري
ومتى يا درب رفاق طفولتي
استيقظت ولم أبحث عنك وعنهم
في زوايا روحي و سطور قصيدي
ودفاتري المبعثرة فوق رفوف أيامي
حتما سأجدكم ملتفون كأطفالي
في أحداق قلبي وعيون مسائي
فقلوبنا بيضاء نقيةكفراشات فجري
يحرسها الملائكة وحبي الوفي
وعلى ضفاف الغدير والزيزفون
نتبادل الأناشيد كفلاح وطني
ونصدح مثل الكناري
وعلى ضفاف ينابيع قريتي
وحشائشها الخضراء
كعيون صديقة طفولتي
تحدثنا كعصافير الحب عن الأمال
وأحلام الغد المنتظر في وطني
وهمهمت لي عن الخلخال الفضي
الذي أحدث الصخب والضجيج
وأطلق بالغناء حنجرتي
ورجعت في خجل تهمس لي
عن الغيوم والأمطار والمساء الأرجواني
وكحلة العروس التي ذابت على وجناتها
بجنون يشبه جنون قلبي
تحدثنا عن الربيع وهذيانه
والبنفسج الحزين الذي يشبه حزني
وبيدر القمح الذهبي
وعن الليل ونجومه العاشقة
والقمر الثرثار في سمائي
وكحلة الشمس في عيون نهاري
وعن أحلامنا المستحيلة في وطني
حتى غدا الشيب يملأ رأس أيامي
والتجاعيد متناثرة على جبين نهاري
شاحبة كظلالي وملامحي
تحدثنا عن الشوارع الضيقة
مترامية الأطراف بالحور والزيتون
عروقها جافة كيد عجوز تسعيني
والدكاكين العتيقة
كالتحف المعتقة كتاريخ قريتي
وحكايا المساء في قراي ومدني
فتصدعت أعشاش العصافير فوق أشجاري
وبكت بمرار كمن غادر الأوطان كروحي .
يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر
أحدث التعليقات