ساعاتي يغشاها الذبول*

ساعاتي يغشاها الذبول*
استعجلوا برحيلي
من مرابع ظلهم الظليل
قبل أن يعلنوا لي موعد الرحيل ..
دفنوا الذكريات بقسوة
في مقابر الجفاء والأفول
وأنا من كانت لهم
العين والباع الطويل..
هتفوا لي بازدراء
وأنامن جندت قوافيها
لنجدتهم تصهلل صهللة الخيول ..
الموت يراودني عن نفسي كل لحظة
حتى باتت ساعاتي يغشاها الذبول ..
استسلمت لذكريات الماضي الخجول
فمر الصمت كأجواء الشتاء
قبيل الأصيل ..
وآسفاه عقولهم غارقة
في البطر والخمول
طعنوا الخاصرة بعنجهيتهم
وتصرفوا كالعجول ..
برزوا بسوء أخلاقهم
ينزفون فوق التلال
وكأنهم لا يفقهون ولا يتقنون
نثر بذور الأمل و الحلول ..
أتقنوا إعدام فراشات الفجر
ووئدوا الأحلام بين الضباب
وأنا من تدفق فؤادها
بالعطف والآمال..
أصمت صمت القبور
لوجعي وأنين الليل
واهمهم في سري
فراقكم علي أصعب
من غياب شمس الأصيل..
فهل ستصرخ يوما على خطاي
حجارة الطريق ويذبل الإقحوان
حينما أصبح جسدا ممدا
في تابوت الرحيل..
هل ستبكيني بحرقة
شمس الشروق و الأصيل..
هل سترثيني طيور الفجر
وتدمع عين الأمل ..
سأذهب وحدي بأحزاني
وألمي لآخر الليل
وأعلم أنني وحدي
ذاهبة لقاع المجهول..
وجعي عليهم زاد نزفا
وهم في انحلال ..
حتى غابت شمسي
بخجل خلف التلال..
و أغرقت بدمع العين
الجبال والسهول..
فتهنا وتاهت الأطيار
وتبددت جميع الفصول ..
الشاعرة والفنانة التشكيلية
د.يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر
عضو إتحاد الكتاب الأردنيين
عضو إتحاد كتاب أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية
عضو الاتحاد الدولي للأدباء والشعراء العرب عضو مجلس الإعلام الفلسطيني
أحدث التعليقات