فطرتنا معجونة بالشموخ والكرامة
ما أعظم ما نقوله ويقوله كتابنا وشعراء أرضنا المحتلة حينما يجتمعون ويتسامرون من أجل القضية والأرض
ودماء الشهداء وأسرانا في ظلمة السجون وغياهبها ..
وما أصعب ما يصدر عن قلوبنا كشاعرات رقيقات
حينما لا يمتلكن قوارب القلب الكبير للنجاة من هموم الوطن والولد الشهيد والبنت الأسيرة والمنزل المهدوم والمبيت في ظل الشجر وعلى الحدود في خيام المشردين والمشتتين بعد أن كانوا يعيشون في قصور وظلال بطول العمر تشهد على أمجاد الأجداد والأوطان والتراث والحضارة .. والتاريخ المجيد ..
لا تخلو القلوب المكلومة من الآلام والأحزان والمتاعب اليومية والحواجز مع الأعداء .. والأحداق لا تخلو من الدمع الحارق المتجمد في أطراف المقل.. الفلسطينيون رسخوا جذورهم في الحياة فلم يعودوا يبحثون عن اتجاه معين فالأرض بأنسانيتها وأمجادها تجعلهم يلهثون لباطنها والإستقرار بين ثراها شهداء خالدين عند ربهم أحياء يرزقون ..
فليس غريبا على قلوبنا التي تحملت الكثير من الألم والصبر والمعاناة أن تحمل بين تويجاتها جمال البشرية والانسانية وجمال السماء من نجوم وكواكب وأفلاك .. فدمع مأسينا يمنحنا تلك الجاذبية وتلك الروحانية كأنها أنوار سماوية
تشع بها قلوبنا وتلمع منها عيوننا وتسيل على ألسنتنا شعرا وأهازيج وأغاني وأناشيد للفجر والفلاح والشهيد والأسير
وأم الأبطال ..ليكاد من حولنا يحسدوننا على أفراحنا رغم أنها مغلفة بالأحزان والأتراح ولكن فطرتنا المعجونة
بالشموخ والكرامة ، جعلتنا نتحمل كل ما سلط علينا عبر الزمان من نكبات وتهجير وهدم للأجيال ،حتى ثقلت الأرض بنا ولم نشعر بتكسرها تحت أقدامنا ولم نبالي بالأحمال و الأثقال المترامية على ظهورنا والأكتاف .. كل همنا أن يبقى الوطن خالدا مخلدا والأمجاد والتراث والحضارة ومسرى الأتبياء دون هدم ونهب وتدنيس ..فالقلوب النقية الطاهرة ستبقى كحمائم السلام البيضاء ونسائم الفجر تلفح خد العالم بكل محبة وسلام..
يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر
أحدث التعليقات