أنامل القدر …
هل اكتفت أقدامنا
بالهرولة حافية
خلف ظلالنا النعسانة ..
فالأحلام قاطعت خاطرنا وأفكارنا
واقتلعت جذورها من أحشاؤنا
ولم تعد فراشات الحقل ترفرف
بالقرب من أكتاف النهار بعفوية ..
وأنامل القدر لم تعد ترسم ملامحنا
ولم تعد تحصي تفاصيلنا الكثيرة ..
ولم تعد أقلامنا الملونة
تكتب للوطن وجبالنا الشاهقة
ولم تعد الأيدي الضعيفة المرتجفة
قادرة على هز سرير أطفالنا بقوة..
ولم تعد الريشة والألوان قادرة
على رسم الشمس وهي تنزلق خلف التلال
لتسقط على سطح البحر ببراءة وعفوية ..
أه يا قدري لا أدري ماذا حصل لقلوبنا
لم نعد قادرين على قتل الغربان الثرثارة
ولم نعد قادرين
على طرد الناموسة الكبيرة
عن وجوهنا السمحة..
ولم نعد قادرين
على قطع الثرثرة في أخر الليل
من أجل التدقيق في ملامح الأحبة..
نواصل كل شيء كل شيء
وكأن لا شيء حصل بقسوة
ولا دمار حل بالديار المقدسة
ولا دماء سالت على الأرض المباركة ..
الجميع بات لايهتم لصيد السمك
ولا لأكل المحار والغوص
من أجل اللؤلؤ والمرجان
في عمق البحار..
الجميع تدمع عيونهم وتنهمر شلال
دون ان يلمسون البصل
ودون أن تتنشق أنفاسهم روائح كريهة
وما أكثر سفك الدماء والدمار
واشتعال النيران في الديار
حتى بات الخبر
تحتها رماد يعلوه العار…
الشاعرة والفنانة التشكيلية
د.يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر
أحدث التعليقات