ربما قبل النكبة ..

ربما  قبل النكبة..
ربما  قبل النكبة مكتوب على جبين كل منا
  أننا الصامدون الشامخون عبر التاريخ
كأشجار الزيتون والسنديان الصابرة
والصامدة  بكل جدارة
في وجه بني صهيون الآن
ومنذ مئات السنين ..
الجميع يعلم منذ طفولتي وصباي أنني عاشقة جدا لكوب الشاي بالنعناع والميرمية  التي كانت تحضرها  جدتي رحمها الله وعفا عنها من بلدنا في فلسطين  ..والآن أعشق فنجان قهوتي كما أعشق وطني فنجاني رفيقي الوفي في نهاري وفي ليلي الطويل  أثناء الكتابة عن وطني  وقضاياه الهامة  احتسيه وأشربه كما أشرب الماء حتى أرتوي ..حتى بات لا يفارق يدي في صحوي ومنامي .. بات طافحا حقدا وكراهية  على أعداء وطني والمتآمرين عليه .. ربما حسب إعتقاد الكثير من حولي أن القهوة ترفع الضغط وتوتر الأعصاب وتثيرها فوجب الأبتعاد عنها والتخفيف من احتسائها..
عكس مقولتي بأن القهوة تهدئ الأعصاب وتخفض الضغط المرتفع وتحسن المزاج وتعطيك مساحة من الروقان للكتابة بهدوء  . وليعلم الجميع رغم المقولتين سنبقى وأقلامنا ومدادنا  فوهة  بندقية تنطلق منها الكلمات كالرصاص في وجه العدو الغاشم ..
حينما يعرى الأنسان من ثيابه
أو يتعرى قهرا  وظلما
سيبقى له الغد المملوك بيد الله
ستبقى ظلاله تظللنا ..
ربما تعرى القلب من كل شيء
ألا من حبه لإخوته
ومن أجل عيونهم
يبقى مصلوبا على جدران القسوة
أو يسير بأفياء المحبة تارة يغني
وتارة يسرج خيوله
وتارة يرعب متاعبه وهمومه
فيخلعها عن كاهله
ويسير كالأبطال
رغم الظلمة الحالكة
ودماء قلبه تنزف على كفه
والأكواب حوله بألوان الألم
  والعذاب متعدده ..
يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر